فمن الحق على من يريد أن ينفع بهذا الكتاب وينتفع أن يستخلص منه الآراء التي تمس العيوب المشركة بين التعليم الشرقي والتعليم الفرنسي دون أن يمسخ الكتاب أو يفسده … ولم أفعل غير هذا، وأنا أرجو أن تقرأ هذا الكتاب فتصل منه إلى نتيجتين اثنتين كلتاهما قيمة: الأولى الشعور بهذه العيوب الكثيرة الخطرة التي تفسد التعليم في مصر خاصة وفي الشرق عامة، الثاني العلم بالقواعد الأساسية التي يتخذها المصلحون المحدثون لتغيير النظم التعليمية على اختلافها وعلى اختلاف موضوعاتها وأطوارها، فالكتاب يبحث عن التعليم الفرنسي، ولكنه يدرس التعليم من حيث هو تعليم، من حيث هو وسيلة إلى تكوين نفس الفرد وإلى تكوين المُثل العليا للأمم والشعوب.