يُعدّ فتجنشتاين بلا منازع أحد أهم الفلاسفة المؤثرين في القرن العشرين. ويُعدّ كتاب في اليقين الذي صدر عام 1969 آخر ما خطّه بقلمه في فترة مرضه الذي تُوفيَّ فيه. تناول فتجنشتاين في هذا الكتاب، المسائل المركزية في الأبستمولوجيا كطبيعة المعرفة والشكوكية. ويُعدّ كتابنا هذا دليلاً شرحياً له، وقراءة ضرورية لكل من الطلبة الذين يدرسون فتجنشتاين، ولأولئك الذين يدرسون الأبستمولوجيا وفلسفة اللغة. يعالج كتاب في اليقين قضايا الحس المشترك التي اكتشفها جورج إدوارد مور مثل "الأرض قديمة جداً"، "أنا لديّ يدين"، "لون دم البشر يُسمى ’أحمر‘"، حيث سيتناول المؤلف في هذا الدليل الشرحي رفض فتجنشتاين لعدّ هذه القضايا قضايا تجريبية، كما عدّها مور في ردّه على الشكوكية، فهي عند فتجنشتاين قضايا تبدو أنها تجريبية، تقع خارج مسار التحقيق، ولا يتطرق إليها الشك. وليست قبلية بالمعنى الكانْتي، كما أنّ تحليل قربها أو بعدها من المفهوم الكانْتي سيكون محل نقاش واسع وماتع من قِبل المؤلف في هذا الكتاب. حيث يرى فتجنشتاين أنّ الحدود الفاصلة بين القبلية والتجريبية هي حدود ضبابية غير واضحة.