رواية “زمن عصيب” (Tiempos recios) للكاتب البيروفي ماريو بارغاس يوسا، الصادرة عام 2019، تسرد أحداث الانقلاب العسكري في غواتيمالا عام 1954، حيث أطاحت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بالرئيس المنتخب جاكوبو أربينز، مدعيةً أنه يروّج للشيوعية، وذلك لحماية مصالح شركة “يونايتد فروت” الأمريكية.
تتناول الرواية شخصيات حقيقية مثل أربينز، وخلفه كارلوس كاستيو أرمس، والدكتاتور الدومينيكاني رافائيل تروخيو، والعميل الأمني جوني أبّس غارسيا. كما تسلط الضوء على شخصية خيالية تُدعى مارتا بوريرو، المعروفة بـ”ميس غواتيمالا”، والتي تتنقل بين علاقات مع رجال السلطة، مما يعكس استغلال النساء في سياقات سياسية.
“زمن عصيب” تُعد امتدادًا لرواية يوسا السابقة “حفلة التيس”، حيث يستعرض فيها تلاعب الإعلام والدعاية السياسية، خاصة من خلال دور إدوارد بيرنيز، رائد العلاقات العامة، في تشويه صورة أربينز.
الرواية تُبرز كيف يمكن للكذب أن يُقدّم كحقيقة لتبرير التدخلات الأجنبية، وتُظهر تأثير القوى العظمى على مصائر الشعوب.
ذات ليلة من ليالي الشتاء، منذ أعوام طوال، سمعَت طرقاً على باب بيتها، البيت الذي نحن فيه الآن.
بإرتياب، ذهبَت لتفتح الباب، فوجدَت في الشارع رجلاً يتخفَّى بمعطف فضفاض ووشاح يتدلَّى حتى يبلغ قدمَيْه.
ولكنها ما لبثَت أن تعرَّفت بصوته حين سمعَته يقول: “ألم تتعرَّفي بي يا مارتيتا؟”.
استحوذَت عليها الحيرة والمفاجأة، بطبيعة الحال، وبعد ذلك سمحَت له بالدخول إلى الصالة نفسها، حيث كان عدد الطيور أقلّ حينذاك.
تجاذباً أطراف الحديث حتى مطلع الفجر، طوال ساعات تناولاً خلالها فناجين الشاي واسترجعا مغامرات الماضي.
اعترف لها بأنها الوحيدة التي أخبرها بأنه ما زال على قيد الحياة، دوناً عن معارفه القدامى.