4 أجزاء (دراسة القلماوي و3 أجزاء للكتاب من إصدار الهيئة)
في عام 2019 أعاد معهد الشارقة للتراث بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب نشر كتاب «ألف ليلة وليلة»، للدكتورة سهير القلماوي، وهو في الأصل رسالة دكتوراه قدمت عام 1941، وتنهل من معين ذلك المرجع الأدبي الذي لا ينضب، وهو حكايات «ألف ليلة وليلة»، الذي كان دائماً موضوعاً للباحثين العرب والأجانب، ولو قُدّر لتلك الجهود البحثية أن تجمع في مؤلف واحد لكان العنوان الأمثل له: «ألف استعادة واستعادة»، فحكايات الكتاب ما زالت تلهم القراء والباحثين، ولئن كان هنالك اختلاف سجّلته القلماوي في كتابها، فهو الشمول والدقة العلمية في تناول الحكايات، وإرجاعها لأصلها، من خوارق ومخلوقات وقصص وردت على لسان الحيوانات، والوقائع من حيث كونها حقيقية، أو متخيّلة.
والأمر اللافت في الكتاب هو المقدمة التي وضعها الدكتور طه حسين «1889 – 1973»، الأديب والناقد والمتخصص في الأدب العربي، ولعلّ وجود توطئة لعميد الأدب العربي يعد أمراً كافياً للاهتمام بالكتاب، حيث وصف الجهد البحثي بأنه: «رسالة بارعة من رسائل الدكتوراه التي ميزتها كلية الآداب في جامعة القاهرة، كما أن براعتها تأتي من مؤلفتها فهي سهير القلماوي... التي عرفت نفسها ب(أحاديث جدتي).. وإن كنا نحن أساتذتها قد عرفناها بجِدّها في الدرس، ودقتها في البحث، وإتقانها للاستقصاء حين تعرض لموضوع من موضوعات العلم».
ويشير الأديب الكبير إلى أن براعة الرسالة تكمن في موضوعها، «ألف ليلة وليلة»، هذا الكتاب الذي خلب عقول الأجيال، في الشرق والغرب، قروناً طوالاً، والذي نظر الشرق إليه على أنه متعة ولهو وتسلية، ونظر الغرب إليه على أنه كذلك متعة ولهو وتسلية، ولكن على أنه بعد ذلك خليق بأن يكون موضوعاً صالحاً للبحث المنتج والدرس الخصب.