نبذة: هي فصول في الحقيقة.. حقيقة إسرائيل التي نُعمل فيها مبضع التفسير الذي يشرّح الفكر الصهيوني في جسمه وسلوكه، وفي عقله وطويته، وفي اعتقاده ودعوته.. وإسرائيل كيان واضح لا تخفى علله، ولا تخفى طواياه؛ لأنه شر قام احتلالًا، وبقي احتلالًا، ويتوسع احتلالًا، وهو شر ماثل يعتاش على الاطراد في الشرور، وليس تمييز الشر من الخير، مما يعيي العقول والأفهام.
وهذه فصول في الطوفان، وهو حركة الإرادة الثائرة على الطغيان، وهو حركة الأشواق التي تسري في روح الأمم المقهورة، التي بلغ بها القهر حده المقدر ، الذي يقلب حالها من النقيض إلى النقيض، وهذه سنة الله في الطبيعة، فلحظة الفتق بعد محكم الرتق، وحالة الانفجار بعد غاية الانضغاط، وبزوغ الفجر بعد استحلاك الظلام، فما تزيد إسرائيل تجبرًا واستهتارًا إلا لتقترب من حتفها، والتاريخ يخبرنا بأوراقه المنثورة، ووقائعه التي نعاينها، أن الطاغية يؤخذ في لحظة السكرة والعُجب بالقوة المفرطة، وفي لحظة النشوة بالانتصار والاستبداد..