«حفلات زفاف في المنزل» هي الرواية الأولى من ثلاثية سيرية كتبها الأديب التشيكي الكبير بوهوميل هرابال، وتمثّل ذروة نضجه الأدبي، وواحدة من أكثر أعماله خصوصية وشاعرية.
تحكي الرواية القصة من وجهة نظر إيليشكا، أو كما ستُعرف لاحقًا باسم بيبسي، الشابة التي تصل إلى براغ من سلوفاكيا بعد انهيار أسرتها. تجد عملاً في مطبخ فندق باريس، وتستكشف المدينة الكبيرة بروحها الحرة.
خلال زيارة لأصدقاء سابقين (هم في الحقيقة جيران هرابال)، تلقى بيبسي استقبالًا باردًا، فتقرر بدلًا من ذلك زيارة الدكتور هرابال، الذي يقيم في بيتٍ فريد من نوعه — بيت لا تُطفأ فيه التدفئة طوال العام، وتتردّد عليه شخصيات غريبة الأطوار.
شيئًا فشيئًا، يتحوّل البيت الهادئ إلى مسرح لحفلات صاخبة وأمسيات أدبية وفكرية، أطلق عليها هرابال اسم "حفلات زفاف"، كناية عن الاحتفال بالحياة وسط الفوضى.
الرواية ليست مجرد قصة حب، بل مشهد بانورامي عن الحياة الثقافية في براغ، وعن الشغف والاغتراب، وعن الفنّ حين يسكن البيوت العادية.
بأسلوبه المعروف بالتدفق والثراء والتقاط التفاصيل اليومية بأعينٍ ساخرة ومُحبة، يقدم هرابال عملاً أدبيًا شديد الذاتية، تتقاطع فيه السيرة الشخصية مع الذاكرة الجماعية.
«حفلات زفاف في المنزل» هي بوابة الدخول إلى عالم هرابال، وعلاقة الكاتب بزوجته، وحياته بين الناس، والكلمات، والموسيقى.