main-logo

<p>مكتبة ضفة: مجتمع معرفي متكامل يسعى لإضافة بعد إثرائي في عملية بيع الكتب، ونؤمن بمعنى العمل الثقافي، ونهدف لتكوين قيمنا لتقربنا من قرائنا، كما نطمح لخلق علاقة تبادلية إثرائية مع كافة القراء.</p>

مصطفى عبدالله الغاشي

رحلة إلى فرنسا

مصطفى عبدالله الغاشي

43.13

في المغرب اليومَ حَرَكَةً نشيطةً في الجامِعَةِ المَغرِبيَّة، ولا سيما في شُعَبة التاريخ وَاللُّغَةِ الْعَرِبِيَّةِ مِنهَا، تَعْمَلُ على نَشْرِ كُلِّ المَصادِرِ التاريخِيَّة والوثائقِ المَغرِبيَّةِ وَدِراستها، وَهِيَ صَدى واضِحُ لِدَعوة المُؤرخين بلسان الحال أو بلسان المقال في القرن الماضي، أو بهما معاً ، إلى البَحثِ عَنِ الوثائق العربية لكتابة تاريخ المغرب كِتَابَةً عِلِمّيّة ص مَضبوطة، وعَلى رَأْسِهِم عَبدُ الرَّحمان بن زيدان، ومُحَمّد داوود، والمُختار السوسي، لكيلا يبقى تاريخ المَعْرِبِ مَبِنّياً على الأساطير والحكايات والذّكريات البعيدة وحدها، أو لُعبَةً في يَدِ المُؤَرِّخِ الإفرنجي، وهي حَرَكَةٌ مَحمودَةٌ تُنقذ تاريخ الأُمَّةِ مِنَ الضّياع، وتُعَرَّفُ به، وتُقَدِّمُهُ للأجيال اللاحقة.

وفي دائرة هذا التوجه، فَإِن كُل وثيقةً مَغرِبيّة هِي شَيْءٌ ثَمين وغال، يَحْرِصُ عَلى تحصيله التبهاءُ من الباحثين مهما كان شكلها وطبيعتها، وهي ثمينةٌ وغالية، بقدر ما يَجِدُونَ في نُفوسِهِم مِن مَحَبَةٍ لا حدود لها لهاذا التاريخ المغربي، ولا أحسب الأستاذ العميد، د. مصطفى الغاشي الطنجي، إلا من هاؤلاء، ممن شَغَفَهُم تاريخ المغرب حُباً. فَهُم حُرَصَاءُ عَلَى أَن يرفعوا قواعد بيتِهِ عَلى أساس سميك من الوثائق، عسى أن تتقبل الأجيال المُقِبْلَةِ مِنَ المُؤَرّخين عَمَلَهُم.


وهم في هذا لا يقبأون بوقت يُنفَقُ في هذا السبيل، أو مجهودٍ كبيرٍ يُبدِّلُ فيما قد يحسبُهُ بَعضُ النَّاسِ أمراً هيناً وما هو بالهين، أو مال يصرفونه، فَقَد شَغَفَهُم هذا التاريخ حُباً، فَبَذَلوا لَهُ وقَتُهم، وهو أضيق من أفحوص القطاة. وجهدهم، ولا يعلم إلا الله مقداره، إذ يقصرون فيه أيامهم، ويسهرون لياليهم، وهم بهاذا يُقدِّمون ما يستطيعون من العلم النافع للأمة.

43.13
نفدت الكمية
منتجات قد تعجبك