شرف كبير بالنسبة إلي أن تُنشر أعمالي باللغة العربية. لي ارتباط عائلي بالمغرب، حيث ولدت أمي في مدينة تطوان، خلال فترة الحماية الإسبانية. لذا كان هذا البلد حاضرا في روايتي الأولى سيدة الفساتين، كما هو حاضر اليوم في سيرا. تبدأ الرواية عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، بينما كان العالم على أهبة مرحلة جديدة، ونظام عالمي جديد. وكذلك الأمر بالنسبة إلى سيرا، بطلة هذه الرواية، والتي ستدخل مرحلة جديدة من حياتها، من خلال أربعة سيناريوهات الأول في مدينة القدس الخاضعة حينها لبريطانيا. هنالك سوف تعيش بطلتنا أوقاتاً عصيبة، بسبب التراجيديا الجماعية التي كابدتها القدس في تلك اللحظة التاريخية الفارقة، أو بالنسبة إلى مأساتها الشخصية. أما القسم الثاني من الرواية فيأخذنا إلى لندن التي خرجت منهكة من الحرب العالمية، وعاشت مرحلة قاسية. .. ومرة أخرى سيتصل جهاز المخابرات البريطاني بسيرا قصد تكليفها من جديد بمهمة بالغة الحساسية في إسبانيا، هنالك حيث عاشت تفاصيل السيناريو الثالث. أما القسم الرابع والأخير من الرواية فيأخذنا إلى المغرب، وبالضبط إلى طنجة، مع زيارات قصيرة إلى تطوان. رفقة سيرا سوف نتجول في أحياء هاتين المدينتين، سواء في حاراتها العتيقة أو في شوارعها الحديثة، ونحن نستنشق عبير ذلك الزمن الغابر، ونتمثل الحياة فيها ما بين أناسها وأجوائها وتجارتها وعمرانها و شخصيتها، مستحضرين أيضا وجود المليونيرة باربارة هوتون في طنجة وقصرها سيدي الحسني، الذي يقع في حي القصبة، وقد كتبت على بابه هذه العبارة : هناك جنة فوق الأرض، هذه الجنة هنا، هنا هنا. وفي الأخير، أتمنى أن تستمتعوا بقراءة هذه الرواية، مثلما استمتعت أنا بكتابتها.