main-logo

<p>مكتبة ضفة: مجتمع معرفي متكامل يسعى لإضافة بعد إثرائي في عملية بيع الكتب، ونؤمن بمعنى العمل الثقافي، ونهدف لتكوين قيمنا لتقربنا من قرائنا، كما نطمح لخلق علاقة تبادلية إثرائية مع كافة القراء.</p>

في فلسفة الثقافة والنقد الثقافي

مصطفى النشار

15

يعرف النشار الثقافة بأنها “الإطار النظري لمعتقدات الفرد والمجتمع الذي يعيش فيه، وما يبدو ماثلا في سلوكهم الأخلاقي والديني والاجتماعي والاقتصادي” ليخرج من هذا التعريف بعدة استنتاجات، على سبيل المثال أن الثقافة هي ما يشكل الوجدان الفردي والجماعي والدافعية لسلوكهم على نحو معين ، وهي تشكل الضمير الذاتي، وأن لكل ثقافة تاريخها ووعيها التاريخي المستقل، وأن العمق التاريخي دليل على أصالة الثقافة وصمودها وقدرتها على التجدد والانفتاح والتفاعل مع الثقافات الأخرى.


يعرف الباحث الثقافة المتحضرة بأنها الثقافة التي يسود بين أهلها الأخلاق الرفيعة ويحدد خصائص تلك الثقافة بأن أفرادها يؤمنون بصورة دينية محددة حول الكون وخلق العالم والعلاقة بين الإنسان والعالم كما يوازنون بين المطالب الدينية والدنيوية ومطالب المجتمع ومطالب الفرد، كما يتمتع أفرادها بالإبداع والابتكار، ولا يضع المجتمع قيود أمام أفرادها وهي ثقافة تحترم العدالة وتقدسها، وينتهي النشار إلى أن الثقافة المتحضرة هي التي يؤمن أفرادها بأنهم ليسوا جديرين بصنع السعادة والحياة الأفضل لنفسهم فقط بل يصنعونه لأبناء وطنهم وللبشرية جميعا.


ثم ينتقل الباحث ليناقش آليات تلك الثقافة المتحضرة ليجد أن التفكير العلمي في مواجهة المشكلات وتحليلها وحلها مغروس في طبيعتهم وكأنه فطرة، بالإضافة لاحترامهم لحرية العقيدة وحرية التفكير؛ فلا إبداع فردي بدون احترام حرية التفكير، وقد يتعرض المرء للخطأ وقد يخطئ في الفهم ولكنه سرعان ما يعود للطريق السليم إذا ما أرشده الآخرون إليه، ويرى النشار أن الحوار الإيجابي البناء، فبدون حوار سينزوي الفرد وينعزل، ويعطي الباحث أهمية لآلية نقد آراء الآخرين بهدف الوصول للحقيقة، كما يرى النشار أن ثنائية العقل والوجدان من أهم آليات تلك الثقافة أيضا، ويختتم النشار مجموعة الآليات بآلية سيادة واحترام القانون فالمجنمع الإنساني يقوم على اتفاق مكتوب بين أفراده وهذا الاتفاق المكتوب هو القانون أو الدستور.

تفاصيل المنتج:
  • رقم الموديل
    1039099352
15
إضافة للسلة
منتجات قد تعجبك