في البداية دعوني أخبركم بأن " في مديح إنسان ليس من هذا العالم" هو التجربة الأولى لي في اكتشاف الأدب الليبي .
لم أكن أعرفُ من هو العملاق "إبراهيم الكوني" ولم أسمع بالمفكر العظيم " أوفنايت" ولكن شدني عنوان الكتاب حين كنتُ أتجول في معرض مسقط للكتاب السنة الماضية، وظننتُ من العنوان بأن الكتاب عبارة عن دراسة فلسفية للرجل الصحراوي، وكعادتي قبل البدء في قراءة أي كتاب لكاتب لا أعرفه، أبحث عن معلومات للكاتب وعن تجاربه الأدبية الأخرى، تشوقتُ بالخوض في غمارِ الرحلة الاستكشافية الأولى للأدبِ الليبي، وفعلاً تعمقتُ وغرقتُ في البحر الفكري لإبراهيم الكوني ووقفت عند عدةِ عبارات عميقة يتحدث بها عن الموت والوجود وتكوين البيئة وعلاقته بتكوين الإنسان، وكأنه في حديثه عن ذكرياته مع شقيقه الراحل " أوفنايت" وجد المعرفة الحقيقية في ماهية الوجود الإنساني من عدمه !
رثائه وحزنه على أوفنايت صنع للأدب العربي كنز ٌ فريد موجود في هذا الكتاب، أحببتُ تعلقه بالصحراء الكبرى وذكرياته التي عاشها مع أوفنايت وأسلوبه الفلسفي الذي يدل على جهوده في الدراسات النقدية العديدة المتعلقة في الأيدلوجيا الإنسانية .
كتاب عظيم يستحق أن يُدرّس، ويعاد قراءته عدة مرات .
وتشوقتُ في اقتناء مؤلفات إبراهيم الكوني خصوصاً روايته الشهيرة والتي كتبها في بداية التسعينات (المجوس) بجزئيه الأول والثاني .