تتناول نويفيرت في كتابها هذا عالم الجزيرة العربية قبل الإسلام وتبحث في منظومة قيمها التي غلبت مصلحة القبيلة على قيمة الفرد، ورأت في الجاه والشهرة المعادل الموضوعي للفناء المحتوم في هذه الدنيا وكيف ان المجد هو الذي يخلد الذكر والأثر، ولهذا علت قيمة منظومة قيمية مثل الكرم والمرؤة والثأر والحمية وهي منظومة قيم جمعية في النهاية على حساب قيمة الفرد التي تراجعت تماما وتضاءلت حتى انتفت في ظل طغيان المجموع على الفردي، كانت القتل سهلا لأن روح الفرد غير ذات قيمة، بينما مجد القبيلة هو القيمة الأهم. كان مولد الانثى الفرد خطرا لأنه يهدد شرف المجموع / القبيلة حال وقوعها في الأسر، كان الكرم نذير فقر للفرد، ولكنه أصل من أصول القيم في القبيلة وهكذا وهنا اتى القرآن ليدلي بدلوه.