يتناول كتاب «ناصر» المترجم عن الروسية بدقة حياة الزعيم جمال عبد الناصر، ويتطرّق إلى جوانب مهمة في مسيرته كقائد لثورة يوليو 1952، وثاني رئيس مصري في عام 1956 حتى رحيله في 1970، وفي عهده تحوّلت مصر للمرة الأولى إلى عنصر فاعل وإيجابي في السياسة الدولية، وقامت بدور بارز على الصعيد العربي والإفريقي والعالمي. كذلك تطرّق الكتاب إلى مسارات الثورة المصرية، وكيف أصبحت مثالاً للشعوب المضطهدة، وتحفيز قدراتها على التصدي بشكل فاعل لسيطرة الإمبريالية، إذ كانت علامة مهمة على طريق الصحوة الهائلة لحركة التحرر الوطني في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، لا سيما بلدان العالم العربي. تناول المؤلف تجربة تطبيق الاشتراكية في مصر، واختلافها عن الماركسية، على الرغم من أن عبد الناصر قد قرأ مؤلفات ماركس ولينين، كما تناول أجاريشيف التغييرات التي حدثت بعد ثورة 23 يوليو 1952، خصوصا بعد تحديد الملكية الزراعية في 9 سبتمبر من عام الثورة المصرية، وتعميم مجانية التعليم، وبرامج التصنيع. وتناول المؤلف أناتولي أجاريشيف تأميم قناة السويس، كذلك العدوان البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على مصر في عام 1956، سارداً التفاصيل، ثم التحديات التي واجهها عبد الناصر، وغيرها من لحظات دقيقة، فضلاً عن الوثائق المهمة التي تجلي الحقيقة إزاء القارئ.