تدور أحداث الرواية في عام 2400 ويصور العالم البشري كما يعتقد بأنه يجب أن يكون عليه في المستقبل، وفي الرواية إشارات إلى الفلسفة البوذية كما في عدد من أعمال هيسه الأخرى.
“تعلمت من الموسيقى، أن أروع ما في العمل الفكري هو الثواني التي تنتهي فيها الجملة الموسيقية، وتبدأ فيها جملة جديدة، في هذه الثواني يتركز كل تركيب العمال، يضع فيها المؤلف أسرار الكمال الفني القائمة في ذهنه دون إفصاح أو مباشرة ويقف أمامه المستمع مشدود الحواس، متأملا ما فات، منتظرا لما سياتي” هذه الكلمات جزء من الرسالة التي ألقاها هيرمان هيسه وهو يحصل على جائزة نوبل عام 1946 والذي كانت رواية لعبة الكريات الزجاجية آخر عمل يكتبه ليعيش بعدها أكثر من خمسة عشر عاما دون أن يقترب من منضدة الكتابة، “أعتقد إنني نضبت لقد وضعت في الكريات عصارة فني”.
في لعبة الكريات الزجاجية يحكم هيرمان هيسه شكل الرواية ويعتني بالأسلوب والتفاصيل، وتصبح العلاقة التي تقوم بين الجملة المكتوبة والنوتة الموسيقية هي سر أسرار العمل الفني، وهي فوق شكل الرواية وفوق مضمونها، لأنها هي التي تجمع كل أجزاء العمل الفني.. وهي التي تكشف عن أسرار الفن دون أن تبوح به، والتي أشارت إلى عمق أعماقه في لمحات كأنها البرق في سماء ملبدة بالغيوم.. وقد حدث في تاريخ الأدب والكتابة أن أدرك جيل من الكتّاب العظماء أن الكتابة فن من فنون الحكمة والتي أخذ بها هيرمان هيسه ووسمته طوال حياته.