"لا ترتبط الإدارة بشكل أو بهيكل معين، بل أصبحت ضرورة حتمية طالما وجد تجمع إنسانى يسعى لتحقيق هدف ما يصعب تحقيقه منفردا، حيث يصبح تنسيق تلك الجهود وتوجيهها ورقابتها أساس تحقيق هذا الهدف.
وتتميز مجتمعاتنا العربية بالعديد من المؤسسات والكيانات الإعلامية الضخمة، المؤثرة محليا وإقليما بل وأحيانا دوليا، وتعد وسائل الإعلام المصرية إحدى أهم تلك المؤسسات، مستندة على رصيد تاريخى وثقل فرضه حجم إنجازاتها وريادتها لفترة طويلة، لذا فهى تحتاج إلى إدارة معاصرة قادرة على مواكبة كافة أساليب التحديث والتطور فى الأداء الفنى فى مجال الإعلام من جانب، وتدرك الأعباء الإدارية والمالية والقانونية التي تفرضها تعقيدات ونمو أعمال هذه المؤسسات من جانب أخر.
ومع اتساع المساحات التي تغطيها المؤسسات الإعلامية جغرافياً، ومع النمو الهائل لتأثير الإعلام، والسعى لتقنينه من خلال المواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية المنظمة للنشاط الإعلامى، فإنه يجب أن تقود مؤسساتنا الإعلامية كفاءات بشرية بقدرات إدارية عالية المستوى ودائمة التطور، حيث تأخذ على عاتقها تحديث وتطوير الإدارة وتراقبها بشكل دائم ومستمر، وذلك فى إطار القواعد العامة للإدارة مع مراعاة خصوصية تميز الإدارة الإعلامية ومتطلباتها، وحدود تأثيراتها وتداخلاتها مع السلطات من حولها وعلاقتها بهم."
