يبحث هذا الكتاب في إشكالات فنية ذات صلة بالموشحات الأندلسية من منظور "الصورة"، و"التشكيل الموسيقي"، و"البلاغة الرحبة" التي تؤالف بين جماليات الشعر بأدواته اللغوية وأساليبه الجمالية، وبين نغمات الموسيقى بمكوناتها الفنية، وتنويعاتها التعبيرية واللحنية.
وتكمن أهمية هذا الكتاب في النظر إلى الموشح نظرة معاصرة ومنفتحة غير مقيدة بتقنينات الأبواب الشعرية المألوفة ولا بفترة زمنية محدودة، حيث استنطق، نقداً وتحليلاً، أكبر قدر من النصوص التوشيحية المنتمية إلى شتى عصور الأدب الأندلسي، فالغاية لم تكن الجرد التاريخي بل استثمار معطيات التاريخ الإستكناه طبيعة الصور التوشيحية والنفاذ إلى أغوارها.
إن "صور" الموشحات كون جمالي من شأنه أن يحفز أنماطاً شتى من المتلقين ويغريهم بتأمل ذلك التشكيل الذي تتداخل مكوناته فيما بينها ذاتياً واجتماعياً وتاريخياً.
ولعل مثل ذلك التأمل أن يزيدنا تذوقاً لهذا اللون الشعري الأصيل وكشفاً لبعض أسراره التي لا تنقضي.