ليس موضوع علم النفس جديدًا عليك، بل هو أقرب الموضوعات وأشدها اتصالًا بحياتك، فموضوعه هو سلوكك وتصرفاتك وأعمالك من حيث هي مظهر للحياة النفسية. سيعرفك علم النفس كثيرًا عن نفسك وعمَّا تجهله من حالاتها واستعداداتها، وسيكشف لك عن طبيعة شعورك وإحساسك، وغرائزك وعاداتك وعواطفك وانفعالاتك، وتفكيرك وإدراكك، وليس هذا فحسب، بل إرادتك وذاكرتك، وتخيلك وتصورك، وكيف تتداعى وأنت في هذا كله تجول جولة سريعة في طبيعة النفس وظواهرها، فتعرف بذلك نفسك ونفس غيرك، وبذلك تعيش متلائمًا مع غيرك من النَّاس، وتحيا حياة بعيدة عن القلق والاضطراب وتنعم بالهدوء والاطمئنان؛ ذلك لأنَّك قد فهمت نفسك ونفس غيرك فلاءمت بين هذه وتلك.