الديوان ملحمة شعرية معاصرة عن قرية الشاعر وطبيعتها وأجوائها وفصولها ومواسمها ومناخها وسيرتها ، ولأن الشاعر يملك حيال قريته تاريخاً مزمناً من الانطباعات ، فإنه ينقل إلينا كل ذلك عبر حزمة من الإشارات الحميمة سريعة الوصول وشديدة الادهاش ، مما يجعلنا مشدودين إلى صوره وخيالاته بخيط من السحر الخالص
نبذة النيل والفرات:رائعة تلك الصور التي يرسمها عبد العزيز المقالح لقريته بأنامل شاعر، يسكب الصور قصائد، سطورها ألوان القرية، ومعانيها وحروفها خطوط تجسد معالمها، تنزاح الرؤى بها ومعها لتبصرها بعين الخيال المنبعث من ثنايا المعاني وهذه البقعة "من متى وهي رابصة هكذا، في وداعة طفل بريء، على كتف السطح تغسل أجفانها في الصباح بماء النهار، وأقدامها تستحم بنهر صغير يثور إذا ما أتى الصيف، واحتدمت في الجبال السيول، لا تريم عن السفح، تستقبل الشمس في فرح، وتداعب كل الفصول، وفي الليل توقد أحلامها حطباً للتذكر قبل الرقاد... هذه القرية الصغيرة الواقعة بين الأرض والسماء، في فضاءات من البهاء، المفتوحة على وديان واسعة، هي المدخل إلى "وادي بنا" المشهور في المدوّنات، وفي القصائد المغناة".
هكذا هي قرية عبد العزيز المقالح، وهذه هي بعض من معانيه وصوره، ورهافة حسه، هذه هي لوحة يرسم من خلالها موئل فؤاده والتي هي واحدة من سبع وثلاثين لوحة في مرسم قريته.
