الكتاب يجري مقارنة علمية بين «إمبراطورية روما» القديمة و«الإمبراطورية الأميركية» الحالية
يؤرخ كتاب « الإمبراطورية وأعداؤها المسألة الإمبريالية عبر التاريخ» من جهة الإمبراطورية، ومن جهة أخرى لأعدائها. ويرى مؤلفه هنري لورنس أنه رغم الاهتمام الكبير والحديث المتردد بجميع المناسبات عن «الإمبراطورية» فإن مفهومها ومدلولاتها الحقيقية والعميقة تبقى من بين الأكثر جهلا بها في الأعمال التاريخية الحديثة.
وما يلاحظه المؤلف منذ البداية هو أنه منذ مطلع القرن التاسع عشر كان هناك نهجان «متوازيان» في التعرّض للإمبراطورية. نهج يؤرخ لها من موقع وضعها في سياقها التاريخي الذي عرفته المجتمعات الصناعية، ونهج يركز على شجب ما فعلته تلك الإمبراطوريات. والخط الناظم لتحليلات هذا الكتاب هو بالتحديد محاولة توضيح «التاريخ المزدوج» للإمبراطورية ولأعدائها. ذلك على اعتبار أن هذا التاريخ، بمساره المزدوج، هو الذي صاغ العالم الذي نعيش فيه.
إن هنري لورنس يؤكد في تحليلاته على أهمية «المساهمات» التي قدّمها أعداء الإمبريالية، بمعنى الطموح إلى تشكيل إمبراطوريات، في «التنظير» لها، رغم موقفهم «الإيديولوجي» المناوئ لفكرتها. ولا يتردد في كتابة أنه: «من أجل إيجاد تفسير نظري للامبريالية ينبغي التوجه نحو خصومها. إن هؤلاء هم الذين حاولوا، بطريقة ما، صياغة الأفكار المتعلقة بها».
Mohammed AlMasoud