اشتغل في هذا العمل على مجموعة من النصوص الرحلية المغربية حجازية وسفارية، بعضها مطبوع وبعضها مخطوط. واشتمل على العديد من الأبحاث والحفريات التي سعت إلى استثمار هذا المنجم الثر والوعاء المعرفي الذي لا ينضب، واعتماده مادة مصدرية ووثيقة أساسية في بناء المعرفة التاريخية، تستند على المعاينة والمشاهدة الميدانية المباشرة، وعلى الرواية الشفهية، فضلا عن التجربة والخبرة الذاتية للرحالة.
وهي معرفة تتسم بقدر كبير من المصداقية والواقعية، بالنظر إلى حرص الرحالة على تحري الدقة في استقاء المعلومات وتوثيق الأخبار، وإعمال الحسن النقدي في تمحيصها قبل التسليم بصحتها.
وتوزع الكتاب على خمس خمسة فصول؛ سلطت الضوء على عدة قضايا: ظاهرة التفاعل العلمي والروحي بين المغرب والمشرق، وصور بعض البلدان والمجتمعات العربية والإسلامية، وتاريخ العمارة والعمران، وتمثلات الحداثة والتحديث في أوربا من منظور الرحالة المغاربة، والبعد النقدي في الرواية الرحلية.