main-logo

<p>مكتبة ضفة: مجتمع معرفي متكامل يسعى لإضافة بعد إثرائي في عملية بيع الكتب، ونؤمن بمعنى العمل الثقافي، ونهدف لتكوين قيمنا لتقربنا من قرائنا، كما نطمح لخلق علاقة تبادلية إثرائية مع كافة القراء.</p>

تاريخ وآثار

الطاعون في العصر الأموي

أحمد العدوي

26

يتألف هذا الكتاب من ثلاثة فصول وخاتمة. في الفصل الأول، الطاعون وعالم العصور الوسطى، يناقش العَدوي مكانة الطاعون في عالم العصور الوسطى، وتأثيره في أوجه الحياة في العصر الوسيط، وكذلك يشتمل على نُبذة عن هذا الوباء القاتل، وأسباب فتكه بالناس على ذلك النحو المأساوي الذي تحدثت عنه المصادر القديمة. وفي المحور الثاني من الفصل نفسه، حديث عن الطاعون الذي احتل مكانة مرموقة في التراث العربي الإسلامي بصفة عامة؛ إذ استدعى بوصفه كارثة إنسانية كبرى، الكثير من التساؤلات الدينية والفلسفية العميقة التي تعدت النطاق الضيق للطب والمرض والوقاية، من قبيل هل كان الوباء الذي يصيب الناس بلا تمييز، عقابًا جماعيًا من الله للبشر على خطاياهم؟ وهل ثمة عدوى؟ فإذا كان هناك عدوى، فهل يُعدي المرض بذاته، أم لعلة خلقها الله فيه؟ وشكَّل الطاعون مبحثًا علميًّا تقاطعت فيه حقول الحديث والفقه والفلسفة والتاريخ، فضلًا عن الطب، وهو مجال الاختصاص الأصيل. وبحسبه، احتوت مسألة العدوى بذاتها على تعقيدات شرعية كبيرة، إذ سوّى الفقهاء والمحدثون بينها وبين عادات وثنية أخرى كان العرب يدينون بها في الجاهلية.

في الفصل الثاني، فورات الطواعين في العصر الأموي، يحصي المؤلف الطواعين الواقعة في عصر بني أمية، ويضبط تعاقبها زمنيًا، تمهيدًا لدراسة آثارها. كما يعرض لأخبار الطواعين في صدر الإسلام عند الرواة والأخباريين والمؤرخين، ويناقش الإشكالات التي تُحيط بها، وأبرزها اضطراب الرواة والأخباريين في إحصاء الطواعين في العصر الأموي، والخلط بينها أحيانًا، وكذلك الاضطراب في التأريخ لها على نحو دقيق. كما أنه يتضمن تقويمًا إحصائيًا لفورات الطواعين في عصر بني أميَّة منذ عهد معاوية بن أبي سفيان إلى عهد مروان بن محمد. يكتب: "شهدت تلك الحقبة من تاريخ العالم الإسلامي نحو 20 طاعونًا، بمعدل طاعون واحد لكل 4 أعوام ونصف تقريبًا، وهو معدل هائل، وتكفي المقارنة بين هذا المعدل ومعدل تجدد الوباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا في العصور الوسطى المتأخرة للتدليل على عمق الأثر الذي خلفه الطاعون في العصر الأموي".

في الفصل الثالث، الآثار الديموغرافية للطواعين وانعكاساتها على المجتمع والدولة في العصر الأموي، يناقش العَدوي الكوارث الديموغرافية العنيفة التي تسبب بها الطاعون؛ "فعلى الرغم من أننا نفتقر كليًا إلى الوثائق المتعلقة بهذا العصر، فإن تحليل بعض الأخبار الموثوقة التي وردت في بعض المصادر الأدبية أعانني على رسم صورة تقريبية لمعدلات الناجين نسبة إلى الضحايا في طواعين العصر الأموي؛ فبناء على المعطيات المتوافرة من خلال المصادر الأدبية، أقَدّر نسبة الناجين إلى الضحايا بـ 1: 14 ضحيةً في المتوسط، وهي نسبة كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ. كما يناقش الفصل هذا أثر الوباء على صعيد الهياكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في العصر الأموي". وأهم ما تمخض على توالي فورات الطاعون في العصر الأموي، كان عزوف خلفاء بني أميَّة عن الإقامة في دمشق، فكان الخلفاء قبل هشام بن عبد الملك ينتبذون إلى البرية والصحراء، أو يقيمون في الأماكن المنعزلة كالأديار اتقاءً للوباء. يكتب العدوي: " ساهم الطاعون في تغيرات ديموغرافية مهمة، كان لها استحقاقاتها السياسية لاحقًا؛ إذ قامت الدولة بتهجير عدد كبير من الزنج إلى السَّواد بغرض ملء الفراغ الديموغرافي الذي كان الطاعون يتسبب به في تلك البقاع".


تفاصيل المنتج:
  • رقم الموديل
    740934676
26
نفدت الكمية
منتجات قد تعجبك