بولاق الفرنساوي كان ملجأي ومأربي خلال فترة تجنيدي. هذا في نهايات ستينيات القرن العشرين وبداية سبعينياته. حفظت المكان من كثرة تواجدي فيه. وزرت بولاق الفرنساوي كثيرا بعد انقضاء سنوات الحرب. زيارات خاطفة ذوات شجون. ومع كل زيارة أجد التبديل والتغيير للأسوأ. كما أحس بالتغيير، تغيير في شكلي وفي نفسي. تغيير في تفكيري. فالشعر الأبيض والتجاعيد، وترهل الجسد وبروز الكرش الخفيف، وتغييرات ربما أكثر منها داخل النفس وداخل العقل. أي أن التغيير في أنا كما التغيير في بولاق الفرنساوي.. للأسوأ. وكانت الحياة الأدبية التي عشتها تسير أيضا من سيء لأسوأ.