وإذا كان عنصر الحجاجي في الثقافة الغربية، ذا أصول متجذرة في التاريخ البعيد أي قبل أن يصوغه أرسطو في نظرية معاينة ودقيقة في كتابه "الخطابة"، وتعاد صياغته بعد ذلك عدة صياغات في البلاغة اللاتينية ثم لاحق في البلاغة الجديدة، حضوره في البلاغة العربية ليس بارزا؛ لقد همنت على قراءاتنا لمشاريعها وأسئلتها، التصورات الأدبية والجمالية التي صنعتنا لا نبصر ما تحمله في ثناياها من أفكار ومفاهيم بلاغية حجاجية منذ فترة طويلة
من نشأة التفكير البلاغي العربي، بغض النظر عن صلة هذا التفكير بالبلاغة اليونانية.