بين يديك أيها القارئ الكريم كتابٌ قيِّم عن أديبٍ كبير معاصر, فيه جدّة وسلاسة, فقد كتبه مؤلفه بطريقة تخالف المألوف الذي دَرَجت عليه أعداد هذه السلسلة, وفيه فصول متلاحقة تُنبيك عن جوانب العظمة والعطاء المبدع في شخصية "حجة العرب ونابغة الأدب" مصطفى صادق الرافعي.
عرفت النهضة الأدبية المعاصرة مصطفى صادق الرافعي هذا العَلَم الفذ مفكراً وأديباً، رائدا لأمته والرائد لايكذب أهله.وقف أمام تيار التغريب الذي مازال الأمة تعاني من آثاره في حياتها الاجتماعية والسياسية والثقافية.
وقد بدأ الرافعي قول الشِّعر في سن مبكرة، وبدأ بشعر يحاكي فيه فحول الشعراء العرب قوة وجمالاً، وفي الثالثة والعشرين من عمره أصدر الجزء الأول من ديوانه وأتبعه بعد سنة بالجزء الثاني، وبعد سنتين أخريين أصدر الجزء الثالث، وقد جمع الأجزاء الثلاثة في ديوان أسماه [النظرات] وأصدره سنة 1326هـ، وله أناشيد وطنيه وقصائد أخرى في فنون الشعر المختلفة.. وحينما بلغ سنُّه الثلاثين عدل عن قول الشعر وترديده وتحوَّل إلى الأدب المنثور