قليلةٌ هي الرواياتُ التي استلهمت البحرَ في عُمان؛ رغم أن العمانيين منذ أقدم العصور عُرِفوا بأنهم أُمّة
بحّارة. ولهذا فإن رواية" برّ الحكمان" بالغة الأهمية؛ لأنها تسرد قصة متخيلة تدور أحداثها في بحر العرب
المحاذي لسواحل عمان من الجهة الشرقية، وهو بحر تغصُّ أعماقه بحكايات مُلْهمَة عن البحارة العمانيين،
استطاع الكاتب أن يُوقظَ جانباً رائعاً منها. إضافة إلى ذلك، فإن الرواية استطاعت أن تنجو من مزالق
الروايات التاريخية عادة؛ فلم تستجبْ لشهوة الإستطراد المُمِلّ ونزْعة التثقيف الساذجة.
هلال الحجري، شاعر
برغم زعم الكاتب أن رواية بر الحكمان ليست تأريخية ولكنها إلى حدٍ كبير كذلك. ولذا فأنا أعتبر أحدث
الرواية تأريخاً هاماً ووصفاً دقيقاً لما يعتمل في بطن الصحراء العربية من مؤامرات وقضايا كسب الرزق
والسلطة. الرواية قادرة أن تجتذبك بعمق المعرفة للمكان والزمان والقضايا المتداولة وتمكنها من سبر أغوار
رجل الصحراء. قادرة على إلهامك واستفزازك لمعرفة النهاية وربما جر رجلك لرؤية تلك الأماكن الغنية
بالخيال والخيرات. أحببت بر الحكمان بصدق وأعتبرها أجمل ما كتب الأخزمي وأكثره صدقاً
بدرية الشحي، روائية
عندما يتحدث مبخوت يصمت البحر، هذا ما قالته "محوت" في سرِّها ذات عشق.. لهذا ستُدرك لاحقاً، دون
أن تشعر في بداية الأمر، أنّ هذه الرواية تستدرجك في تفاصيلها حتى لكأنك دهشة الصحراء عند رؤيتها
البحر أولَ مرة، عامدة هي تتغلغل بك في ذات بطلها الرئيسي فيحيط بها لتحيط بك. إنها سيرة" مبخوتية"
كُتبت بماء بحر العرب، الكريم في هدوئه والعاصف عند الغضب ، وهي بذلك إنما تجعل منك شاهد عيان
على ما سيحدث لاحقاً!
ناصر البدري، شاعر