أثناء إقامته في مصر، تمكن المستعرب الفرنسي ريشار جاكمون من تشكيل الرؤية البحثية لهذا الكتاب ليعود إلى فرنسا ويكتب رسالة الدكتوراة التي نوقشت في مستهل عام 1999 في جامعة أكس مارسيليا، بعنوان "الحقل الأدبي المصري منذ عام 1967، ومن هذه النواة البحثية، خرج هذا الكتاب في لغته الفرنسية ثم تُرجم ليكون بين يدي القارئ العربي.
يسعى الكتاب إلى رصد وتحليل محاولات الفاعلين في الحقل الأدبي إلى تحقيق الاستقلال، حيث تقع كل هذه المحاولات في الحيز الضيق الذي يفصل بين رؤية المثقف لذاته وآماله وطموحاته، وبين رؤية وتوقعات السلطة ورغبتها في الانتفاع به ومنه بوصفه ضمير الأمة، أو سعيها إلى تدجينه أو تهميشه أو إسكاته.
هل أراد المثقف المصري الاستقلال عن المؤسسة احتجاجا على ممارساتها التي لم تمكنه من الانخراط فيها أم اقتناعا منه بالفكرة على المستوى المعرفي ؟ هذا ما يناقشه الكاتب، بدءًا من ستينيات القرن الفائت وحتى نهاية التسعينيات، باستعراض المشهد الثقافي المصري، وقراءة واقعه أثناء الاشتباك مع الحقل الأدبي والسياسي والاجتماعي