لقد قام أمل دنقل بتأصيل قصيدة الرفض في شعرنا المعاصر، وهى القصيدة التي تكشف عن واقع الضرورة لتستبدل له عالم الحرية والعدل والمساواة.
وذكر عصفور في كتابه أن مملكة دنقل ليست في عالم الضرورة، أو هذا العالم الذي نعيش فيه، وإنما مملكته، دائماً، في العهد الآتي، لكن العهد الآتي دائماً سَفَرٌ في الإمكان الأكمل، وليس نقطة وصول، إنه الحلم المستمر أبداً، والبحث المتصل دائماً، عن هدف متحرك، كل محطة وصول إليه هي حلم بالوصول إلى ما بعده، فالعهد الآتي هو الحلم الأكبر الذي يغرينا ما تحقق منه بالوصول إلى ما بعده من أحلام لا تتوقف أو تنتهي إلا بانتهاء الحياة نفسها.